أهم المشكلات الفنية أمام مشاريع التعليم الالكتروني
تعتبر المشاريع الالكترونية بوجه عام و مشاريع التعليم الالكتروني بوجه خاص من أكثر المشاريع الالكترونية تعقيدا و اقلها نجاحا وذلك بسبب كثرة العناصر المرتبطة بها. حيث يرتبط أي مشروع للتعليم الالكتروني أولا بالبنية التحتية الضرورية و مدى توفرها ومناسبتها للقيام بتطوير بيئة التعليم الالكتروني. وثانيا يرتبط أي مشروع للتعليم الالكتروني بالعامل البشري و هو المستخدم سواء كان أستاذا أو طالبا أو مشرفا أو مديرا للأنظمة. وثالثا يرتبط بالأنظمة الالكترونية كتوفر الأنظمة ذات العلاقة بالعملية التعليمة ومدى توافقها و تكاملها و اشتمال أنظمة التعليم الالكتروني أيضا على جميع الاحتياجات التعليمة. و أخيرا يرتبط بالمحتوى و مدى وجوده بالشكل المطلوب و ملائمته و مناسبته لكلا من الطالب و عضو هيئة التدريس. و لذلك فان أي خلل أو قصور في أيا من هذه العناصر سيؤثر على عملية التعليم الالكتروني بكاملها.
وفي هذه المقالة هنا أود أن أتحدث فقط عن أهم المشكلات الفنية التي قد تكون عقبة أمام نجاح كثيرا من مشاريع التعليم الالكتروني. ومنها مدى توافر البنية التحتية في الفصول و القاعات التعليمية. ويقصد بالبنية التحتية للفصول التعليمية مدى وجود نقاط الاتصال بالشبكة في جميع الفصول والقاعات الدراسية ومدى وجود أجهزة عرض البيانات (data shows) و وجود أجهزة المنصات الالكترونية (e- podium) و السبورات الذكية (Smart boards) و الأكشاك التعليمية (kiosks) و مؤتمرات الفيديو المرئية (Video conferences) و الشبكات اللاسلكية (Wireless networks) و الاستوديوهات التعليمية و غير ذلك من المكونات. وحيث أن المشكلات الفنية كثيرة فيمكن في هذه المقالة التركيز فقط على أهم العقبات التي يتعين الانتباه لها من قبل مديري و متخذي القرار في المؤسسات التعليمية. و أهم نقطة ينبغي الانتباه لها هي مدى وجود نقاط للاتصال بالشبكة في جميع الفصول الدراسية ومدى وجود أجهزة عرض البيانات و مدى صيانة هذه الأجهزة و توفر التدريب عليها بشكل مستمر بالإضافة إلى المحافظة على هذه الأجهزة من السرقات. خاصة وان السرقات للأسف أصبحت شبه ظاهرة منتشرة في مجتمعنا و لم تقتصر هذه السرقات على الأجهزة التعليمية في هذه المؤسسات التعليمية فقط بل تعدى ذلك إلى ممتلكات المواطنين الخاصة. ومع ذلك يجب أن لا تقف السرقات عائقا إمام عدم تبني مثل هذه التقنيات التعليمية الحديثة وخاصة إذا ما قدمت الحلول الفنية اللازمة. حيث تساعد بعض الحلول التقنية و الفنية في التقليل من هذه السرقات كتوفير أنظمة كاميرات المراقبة و توفير أنظمة (RFID) في هذه الأجهزة و ربط هذه الأجهزة بشبكة يمكن مراقبتها عن بعد في غرف للتحكم فيها جميعا. بالإضافة إلى أن هذه السرقات إذا كانت في حدود المستوى الطبيعي فانه يتعين الاستمرار في تطوير مثل هذه الأنظمة خاصة و أن عدم تبني مثل هذه الأنظمة يعتبر تكلفة أيضا و التي قد تفوق التكاليف الناتجة من السرقات. كذلك يراعى التدرج في عملية إحلال و تغيير أدوات الطرق التقليدية إلى أدوات و أساليب الطرق الالكترونية. حيث يتم إتاحة المكونات التقليدية بجانب المكونات الالكترونية في الفصل التعليمي الواحد في بداية الأمر و عدم التخلص من المكونات التقليدية إلا بعد أن يتبنى اغلب أعضاء هيئة التدريس والمدرسين استخدام هذه التقنيات الجديدة ثم بعد ذلك يمكن إزالتها بالتدريج. مثال ذلك الإبقاء على السبورات التقليدية بجانب السبورات الذكية فترة من الزمن حتى لا يكون هناك مقاومة شديدة للتغير من قبل بعض الأساتذة و المدرسين.
د. عثمان بن إبراهيم السلوم
وكيل عمادة التعليم الالكتروني للشئون الإدارية و المالية
و مدير مشروع أنظمة التعليم الالكتروني بجامعة الملك سعود
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق