الأربعاء، 16 فبراير 2011

أهم العقبات الإلكترونية أمام مشاريع التعليم الإلكتروني - جريدة الرياض


أهم العقبات الإلكترونية أمام مشاريع التعليم الإلكتروني




د. عثمان بن إبراهيم السلوم*
د. عثمان بن إبراهيم السلوم*
    تعد مشاريع التعليم الالكتروني من أكثر المشاريع الالكترونية تعقيدا واقلها نجاحا؛ وذلك بسبب كثرة العناصر المرتبطة بها، حيث يرتبط أي مشروع للتعليم الالكتروني أولا: بالبنية التحتية ومدى توفرها وصلاحيتها.
وثانيا: يرتبط بالعامل البشري وهو المستخدم سواء أكان أستاذا أم طالبا أم مشرفا أم مديرا للأنظمة.
وثالثا: يرتبط بالأنظمة ومدى توافقها وتكاملها واشتمالها على جميع العناصر والاحتياجات التعليمة.
وأخيرا: يرتبط بالمحتوى ومدى ملاءمته ومناسبته لكل من الطالب وعضو هيئة التدريس. وأي خلل وقصور في أي من هذه العناصر يؤثر في عملية التعليم الالكتروني برمتها. وهنا بودي التحدث عن موضوع من اكبر أسباب فشل أو نجاح كثير من المشروعات الالكترونية والتعليم الالكتروني بشكل خاص وهو موضوع التكامل (integration). ويقصد به التكامل بين أنظمة التعليم الالكتروني والأنظمة ذات العلاقة كنظام التسجيل والطلاب ونظام أعضاء هيئة التدريس والمدرسين ونظام المكتبات ونظام البريد الالكتروني والرسائل القصيرة وغيره من الأنظمة ذات العلاقة.
وهذا ينطبق على جميع أنظمة التعليم الالكتروني كنظام التعلم الالكتروني (LMS) ونظام الفصول الافتراضية (VC) ونظام المكنز الرقمي (DR) ونظام إدارة المحتوى (CMS) إضافة إلى الأنظمة التعليمية الأخرى. حيث يعتقد بعض أن التعليم الالكتروني يمكن أن ينجح بوجود أفضل أنظمة للتعليم الالكتروني فقط بغض النظر عن تكامل هذه الأنظمة مع الأنظمة في المؤسسات التعليمية ذات العلاقة.
أن كثيرا من مخرجات الأنظمة الالكترونية الموجودة في هذه المؤسسات التعليمية من بيانات ومعلومات يعد مدخلات ضرورية لهذه الأنظمة التعليمية، وبالتالي يتعين على أي نظام الكتروني جديد أن يتكامل ويتوافق مع هذه المخرجات، بحيث تكون أسماء الطلاب وأرقامهم وأسماء أعضاء هيئة التدريس وأرقامهم وأسماء الشعب والمحاضرات وأرقامها تؤخذ آليا وبشكل آني (event driven integration) من الأنظمة ذات العلاقة.
وكذلك ينبغي أن تقوم هذه الأنظمة بالتكامل مع الأدلة النشطة (active directories) والحصول على أسماء المستخدمين والأرقام السرية منها للتأكد من صحة اسم المستخدم والرقم السري للوصول إلى تسجيل دخول موحد (single sign on) لجميع الأنظمة التعليمية.
إن غياب موضوع بند تنفيذ التكامل من المشروعات الالكترونية وإن كان يضن البعض انه يؤدي إلى تقليل التكاليف فإنه على الرغم من ذلك مؤشر على احتمال فشل أنظمة التعليم الالكتروني، وكذلك قد يجعل المؤسسة التعليمية تدفع تكاليف باهظة الثمن لعمل هذه التكاملات، وذلك بعد اعتماد هذه الأنظمة والشروع في استخدامها، حيث ستضطر المؤسسة التعليمية أن ترضخ لشروط مزودي خدمة هذه التكاملات البرمجية، وذلك لسبب بسيط هو انه لا يمكن النجاح لأي مشروع أو نظام الكتروني مهما كان قويا من دون وجود هذا التكامل.
وإضافة إلى أهمية موضوع التكامل في إنجاح مشاريع الأنظمة الالكترونية يأتي توفر البنية التحتية والتدرج في التغيير وربط المحتوى بخبير المحتوى أو الأستاذ الممارس إضافة إلى الحاجة إلى الصيانة والتدريب المستمرين.
* وكيل عمادة التعليم الالكتروني للشؤون الإدارية والمالية ومدير مشروع أنظمة التعليم الإلكتروني بجامعة الملك سعود

الخميس، 10 فبراير 2011

رياح التغيير تهب على العرب

قبل أكثر من عشر سنوات مضت ومع بداية بزوغ شمس الإنترنت على العالم العربي كنت أكتب عن الإنترنت والمعلوماتية في زاوية أسبوعية في جريدة الجزيرة تحت عنوان «رياح التغيير». وكنت أحث العلماء وأصحاب الصلاح والمثقفين بالإسراع والاستفادة من هذه التقنية والإسهام فيها بينما كان بعض العلماء وفقهم الله يفتي في نفس الجريدة في ذلك الوقت بتحريم من يدخل الإنترنت في بيته!

وتمضي السنون والأيام ثم توقفت عن الكتابة بعد ذلك الوقت لانشغالي بالعمل ولكن رياح التغيير كانت تعمل وباستمرار من ذلك الوقت بدون توقف في صياغة مستقبل شبابنا وغسل وتوجيه أفكارهم. تلك الشبكة المعلوماتية التي كان يظن البعض أنها مجرد تقنية ومعلومات وثقافة وهي في الحقيقة أكبر من ذلك. إنها تغيير جذري في ثقافة الشعوب وفي طريقة تفكيرهم وفي كل شيء يتعلق بهم. وقد كان ظهور الثورات الإلكترونية المتتالية في مجال الإنترنت والاتصالات كظهور الشبكات الإلكترونية الاجتماعية كالفيس بوك والتويتر والجوال والرسائل القصيرة على الويب من أهم الوسائل التي اعتمدت عليها شعوب بعض الدول العربية في تحريك وتنظيم المظاهرات وتحديد مواعيدها وأماكنها. أضف إلى ذلك المواقع الإخبارية على الويب وكذلك الأفلام واللقطات المصورة عن الأحداث على اليوتيوب والتي تظهر على هذه الشبكات الإلكترونية بافتراض مصداقيتها، كانت بمثابة الأخبار الساخنة التي تتحدث على مدار الساعة وتؤجج عواطف الشباب وذلك بنقل الأحداث بالصوت والصورة من أي مكان وإلى أي مكان. أي أن هذه الوسائل التقنية لم تقتصر فقط على تغيير قناعات وتفكير الشباب بل ساعدت على تنظيم تظاهراتهم والتنسيق بكفاءة فيما بينهم. وإن كانت هذه الثورات قد نجحت في تنحية بعض الحكومات التي لا ترضى عنها شعوبها إلا أن ذلك لا يعني ولا يضمن بالضرورة نهاية المعاناة والسخط وخصوصاً إذا ما أصبحت زمام الأمور من جديد بيد حكومة جديدة أكثر تعسفاً أو أكثر استبداداً وتشدداً بأي شكل من الأشكال أو حكومة أكثر تحللاً من الثوابت والمعتقدات. إلا إذا وضعت القوانين والتنظيمات التي تحكم وتضمن حصول الشعوب على حقوقهم التي يطالبون بها ودوام ضمان هذه الحقوق.

إن تقنية الإنترنت والاتصالات بشكل عام أصبحت بالنسبة للشعوب عموماً ولنا نحن الشعوب العربية بشكل خاص مثل الماء الذي نشربه وكالهواء الذي نتنفسه. وإن تعطيلها أو إيقافها قد يؤدي إلى زيادة وتيرة الشغب والفوضى وخروج الناس إلى الشوارع بدلاً من المكوث في بيوتهم والانشغال بهذه التقنيات. حيث كانت من حسنات هذه التقنية في السنوات الماضية وإلى الآن هي شغل الشباب وخصوصاً العاطل منهم عن الخروج وإيذاء الآخرين.

إنها إرادة الله التي لا يستطيع ردها بشر ولا دول وليقضي الله أمراً كان مفعولاً، وما على الشعوب إلا أن تتأكد أن لا تفسح المجال لأي بديل كان لا يلبي التطلعات والاحتياجات التي تحركت هذه الشعوب من أجلها وما على الحكومات الواعية أيضاً إلا أن تعلم بأن الوقت قد تغير تماماً وشباب اليوم يختلف تماماً عن شباب الأمس وما عليها إلا أن تبادر بالالتفات إلى شعوبها والإصغاء إلى متطلباتهم واحتياجاتهم.
المصدر:
http://www.al-jazirah.com/20110210/ar4d.htm